January 27th and 28th 2023
For more Details :+91 8113030424
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذه نبذة من الحياة الأدبية للعلامة الأديب أبي محمد باوا مسليار الويلتوري القادري الشافعي المليياري تغمده الله تعالى بالمرحمة الواسعة. تنطوي هذه المقالة الدراسية حول الشيخ المذكور على معلومات حياته الشخصية و الأدبية المفيدة وقفت عليها من المصادر المقبولة الوثيقة كمصنفاته و أبنائه و تلامذته الأحبة و الدارسين عنه.
هو الشيخ أبو محمد باوا مسليار الويلتوري رحمه الله تعالى و لقبته أسرته بلقب حبيب "باوا" أما اسمه الحقيقي "سيّد علي كوتي" وهو أيضا اسم والده . فاسم جده " سيّد علي " بدون كوتي . عندما سأله أحد مشائخه في دار العلوم عن هذا الاسم : أ أنت " سيّد " ؟ انتبه الى هذا الأمر ، ثم غيّر اسمه إلى " زيد علي كوتي " .
وراء توحّد أسمائهم قصة ، حينما يعود الجد بعد الحج من بلد الله الحرام توفي حيث كان الوالد حملا في بطن الأم فسمّوه اليتيم باسم أبيه مركبا ب " كوتي " . هكذا مضت الأيام فالأعوام تكرر هذا التاريخ توفي الوالد رحمه الله حيث شيخنا حمل في بطن الأم فسموا ذلك اليتيم باسم والده فاتفقت أسمائهم
و كان والد شيخنا عالما صوفيا وتلميذا للعلامة العملاق رئيس هيئة كبار العلماء البارزين السنيين مولانا عبد الباري مسليار رحمه الله . قال أحد تلاميذ الشيخ : سمعت شيخي يقول : " قال لي مولانا عبد الباري مسليار : كنتُ حاضرا في مجلس نكاح أبيك على أمك". وذلك بأنه كان وقتئذ مولانا عبد الباري مسليار مدرسا في بلدة " تانالور" بجانب أستاذيته له. ومن شؤونه الجليلة أنه قد علم وقت وفاته من قبل ، فاستعد للارتحال الى جوار ربه حيث دعا "أَوَرُ مسليار" لديه لبركة حضرته و حصول الأفعال الجنائزية بيديه ثم توضئ واستقبل ووافته المنية
و أمه المرحومة خديجة الحاجّة بنت بِيران صاحب وهو من أثرياء الأمراء من أسرة "مَانغَاتِيِلْ" بقرية "ويلتور" . و ليس له ابن بل ثلاث بنات. فطلب الصاحب من ختنه أن يسكن عنده كابن له. هكذا انتقل والد الشيخ -الذي أصول أسرة آبائه في بلدة تانالور - الى بلدة ويلتور . و والدته خديجة الحاجة كانت صالحة صوفية زاهدة عالمة أيضا و قال مادح الرسول الترنغالي في شأنها في مقدمة كتاب شيخنا "المذهب الشافعي" : خديجة كان التوكل لبسها - وتذكّر الأخرى دواما أنسها
له ستة أبناء و ثلاث بنات. أبناؤه العلماء قد تخرجوا من الكليات الدينية ، أولهم محمد الأحسني المدعوّ ب"كُنجِيمُون أحسَنِي" والثاني أبو بكر العرفاني والثالث عمر الثقافي والرابع عثمان الصديقي الكامل والخامس علي أكبر الأحسني الأفضل والسادس علي أصغر السعدي الأفضل
و أزواج بناته كُنجُمُيدِين الفيضي الأومجافزي و عبد الرحمن باوا مسليار الأومجافزي والحافظ زكريا الأحسني الفوكاتِرِي
ولد الشيخ في السنة السادسة والثلاثين وتسعمائة وألف الميلادية 1936 (الموافق للتاريخ الهجري ١٣٥٥ ) في قرية ويلتور. وما يقال مما يخالفه غيرصحيح.
على الرغم من انه نشأ يتيما لم يشعر بمصاعب يتم وعلى العكس تغذى بأغذية المودة والحضانة الحبيبة من قِبل الأم والإخوان بالإضافة الى أرفع أحوال الأسرة في الصعيد الاقتصادي حيث كانت أسرة والده ثرية حتى تمتلك عقارات واسعة و أرقاء وكان منهم متولون على الأمور الدينية وعلى شؤون المصلحة
تعلم مبادئ العلوم الأصولية من والدتها خديجة الحاجة حتى علّمته كتاب المتفرد الذي يُعلَّم في حلقات الدروس التقليدية، بعدئذ التحق بكُتّاب - وهو صورة صغيرة للمدارس الابتدائية الدينية المعاصرة - الأستاذ أحمد كوتي مُلّا الكَنّنجِيرِي. ومع ذلك التعلم الديني تدرس في المدرسة الحكومية المادية للمرحلة الابتدائية في بلدة ويلتور
أول علاقته بتعلمه الدرسي كان من حلقة درس مسجد الجامع ، ببلدة " جِلَوِلْ " من قطاع ويلتور، تحت رعاية العلامة محمد مسليار الكَرِنكَفَاري كما استمر تدرسه في درس بلدة " تانُورْ" و" بيرَامْرَا" و " أوماجافوزا " و " أوتوكونكال " تحت علماء نحارير محققين كعبد الله مسليار و بابو مسليار الترنغالي وإبراهيم مسليار الكابادي و محيي الدين كوتي مسليار و سيدالي مسليار النَّنَّمْبَرِي و عبد الرحمن مسليار البَرُومْفَدَبِي و كُنجِي محيي الدين مسليار الفُتِيَانغَادِي
و كان عصره الدرسي مليئا بالعظمة و الجهود التعلمي. حينما يدرس في درس بلده ويلتور كان لا يستطيع كي يتحرى الأمور التعلمية و كان يراعي شؤون زراعته أكثر لما كانت أسرته ترغب في حضوره في البلد لبعض الأسباب بالإضافة إلى أنه كان ماهرا في النشاطات الزراعية ورعي الأنعام - ومعلوماته في هذه الأمور كبيرة جدا - بسبب ممارساته المستمرة في مَزرعته منذ الصغر، و كان سواقا ماهرا لعربة البقر كما قال نفسه : قد كنت أتيت بسوقها بجميع الأحجار المحتاجة الى بناء المسجد الجامع بمدينة " تِرُور"
لكن لاحظ، هذا الأمر المؤدي الى اضمحلال مستقبله العلمي الشرعي ، متعلم أكبر منه في نفس ذلك الدرس عبد القادر بفراسته -المشتهر فيما بعد باسم عاشق الرسول عبد القادر مسليار الكندوري صاحب الشؤون العلية و أجمل الأشعار المفعمة بالعشق النبوي صلى الله عليه وسلم - و كان من بيت شيخنا يأكل الطعام يوميا ، فلكن كيف يأتي به الى هذا المجال؟ فاحتال حيلة جميلة : ذات ليلة بعد العَشاء قال لهم : الآن ليس لديّ مصباح حتى أرى الطريق فلذا لو أرسلتم "باوا" معي الى المسجد كمصاحبي لكان خيرا. ثم تكررت هذه في أيام حتى صارا صديقين. فانتهز هذه الفرصة قائلا : يا "باوا" تصحبني في هذه الليالي و ترجع صباحها ، أظنها فعلا غير لائق أ فلا تستقر في المسجد وتتعلم العلوم الشرعية؟ هكذا صرف سبيله إلى التعلم المثابر - في الوهلة الأولى دعاه لمشاركته في الدروس الليلية - حيث أفهمه و وعّاه عن اهتمام التعلم المواظب حتى فهمه و أخذ ذلك بعين الاعتبار
لكن تفكر أن لا تأذننّ لذلك والدته الحنون وإخوانه الكبيرون المتحابون فماذا السبيل؟ بينما هو كذلك جاء أحد تلاميذ الشيخ الكرنغافاري الى المسجد ، وهو مدرس في بلدة "بِيرَامْرَا" ، فاستأذنه الشيخ باوا أستاذ للالتحاق بدرسه، لكن لم يدعمه بل اعتذر اعتذارات و أحوال مشاق، إلا أنه رضي بكلها ، و في ذلك المساء بعدما عاد من المَزرع أخذ كراساته التي كتبها تعليقات على ألفية ابن مالك و أخفاها في اللباس وذهب إلى البِركة للاغتسال كالعادة إلا أنه بعد الاغتسال لبس الملابس النظيفة و ارتحل الى بلد "بِيرَامْرَا" ولم يُعلِم ذلك أحدا - غير أخته فأهدته فَلسين بالإضافة إلى فلسين الذين أهداهما له الحاجي أبوبكر - لما خاف عدم حصول إذنهم لالتحاقه بالدرس في بلد آخر
بينما يمشي الى مقصده في زقاق بين حقول الأرز المثيرة لذكراه الزراعي والأمر الأسري جاءته حافلة فركبها حتى يصل الى مكانه المقصود. حينما وصل الى ساحة المسجد رأى المؤذن فاستخبره عن الشيخ محيي الدين كوتي مسليار . فقال المؤذن : هو يوجد في المسجد، ثم دخل المؤذن على الشيخ المدرس مخبرا : جائك أحد ممن يعرفك.! فسأل الشيخ : كيف عرفتَ بأنه من أصدقائي ؟ فأجاب المؤذن : وصل الى مسجدنا بوجه حزين فعندما أخبرته بأنك حاضر ههنا تهلل وجهه ، فهل يفرح أحد لأحد الا ان كانت بينهما المودة والصداقة؟
ثم أرسل شيخنا باوا مسليار رسالة الى البيت فردها أخوه بستين روبية - وهي مبلغ كبير في ذلك الزمان
و كان قد استفتى شيخه الكرنغافاري عن هذا الارتحال للتعلم بدون إعلام الوالدة فسأله الكرنغافارى عن سبب فعل الوالدة : لم لا تأذنك أ بعسرها في فقد خدماتك لها أم بمجرد المودة..؟ فأجاب : بالمودة الكبيرة وإلا في البيت عدد كثير من الخدم وتسهيلات الخدمة. فقال : لا حرج في رحلتك للتعلم لأن المودة لا تنتهي
وهذا أكبر مثال لاجتهاده و تشميره لتعلم العلوم الشرعية، ولم يعد من ذلك الدرس إلا بعدما أعلمته الأسرة بتوفيرهم له كل معدات و تسهيلات و مساعدات لاعتكافه على التعلم الشرعي
هكذا حينما يتعلم في ذلك الدرس أتاه أخوه ليذهب به الى البيت على عهد أخيه بأنه لا حاجة الى تدخله في الأمور المنزلية وفي ما يمنع الأعمال الدرسية. كذلك رجع الى درس الشيخ الكرنغافارى مرة أخرى. و كان في ذلك الدرس طلاب أكابر كعبد الرحمن مسليار الفَرُمْفَدابي و عبد القادر مسليار - شيخ مولانا البِيرُودِي - الذي تلقى منه كتاب البيت ،و كُنجِ أحمد مسليار الأوماجافوزا و محمد مسليار الجِلَاوِلِي الذي تلقى منه كتاب العمدة، وغيرهم الذين تلمذ عليهم شيخنا. و كان يقول : عبد الرحمن مسليار الفَرُمْفَدابي هو الذي أفهمني كتاب الزنجاني إفهاما مجيدا، و منه أيضا تلقى أوائل ألفية ابن مالك. حينما سافر الشيخ الكرنغافارى للحج نصب في مكانه سيدالي مسليار الننمباري فتلقى منه الألفية
بينما هو كذلك تحول الشيخ الكرنغافارى الى بلدة أوماجافوزا ومعه شيخنا باوا أستاذ، لكن لم تأذن ذلك أسرته. حينئذ كان يدرس باب الحج من فتح المعين وهو مجال ممتاز بالنسبة إلى الكرنغافارى ، أخيرا اتفق مع رأي الأسرة الملازم بعهد أن ينصبوا له في درس بلدتهم مدرسا بارعا حاذقا مثل الكرنغافارى، وأتوا في تلك السنة بعبد الله مسليار الفانغي النحرير المعقول المتبحر في كل فن الى درس بلدتهم الا أن الفانغي لم يمكن اعتباره بكثرة متعلمين كبيرين. هكذا عيّن لتدريسه كتاب المختصر أحد طلابه الكبير ، فهذا الفعل كان غير مرضي لديه لأنه كان يشتاق الى جمع تحقيقات الشيخ الفانغي نفسه . فتنهد حزينا حتى سأله أحد عن البكاء فأخبره بذلك الأمر ووصل الأمر الى الفانغي فدعاه وسلّاه ثم تولى تدريسه لكتاب المختصر. و شيخنا باوا أستاذ كان يذكر مدحه و تحقيقاته أحيانا. وأول ما كتب الشعر كان بمرثية شيخه الفانغي وصار خطوة عجيبة في إبداعاته الشعرية. و أيضا كان شيخنا الويلتوري يذكر - حينما يبحث عن البلاغة وكتاب المختصر - عن جوابه المقنع في قضية دعاء البعض أثناء خطبة الجمعة : " و قاض الحاجات " و البعض : " يا قاضيَ الحاجات " بأنها لا حاجة الى حذف الواو وحرف النداء معا لأنه من 'إيجاز حذف الجملة' فأصله : واقض حاجاتنا يا قاضي الحاجات
بعد هذا الشيخ جاء ذاك المسجد الشيخ الكرينجافادي الواعظ الخطيب فتعلم منه مثل كتاب جمع الجوامع . أحيانا بعد صلوات العصر من تلك الأيام كان يزوره شركاؤه كالشيخ حسن مسليار البوكاتيري . وأزعم الشركاء على السفر للحج في تلك السنة ولم يخبروه به لئلا يحزن بعدم إمكانه ذلك معهم. لكن حينما تمت الإجراءات السفرية جاءوه لكي يودّعوه فبكى في المسجد بكاء شديدا حتى علم به أخوه الأكبر وأسعفه وأخبره أن يسافر للحج في السنة المقبلة لماضاعت الفرصة في هذه السنة
كذلك حينما التحق بجامعة إحياء السنة تلقى من الشيخ المتبحر إبراهيم مسليار الكابادي كتاب الرسالة وغيره. بعد سنة او سنتين حصل على فرصة للسفر للحج. بعد الحج التحق بدرس الشيخ مادح الرسول الترنقالي و قضى عنده سنتين. ثم ذهب الى الجامعة النورية للدراسة العليا ونيل شهادة الخريج " الفيضي " . كان القائم بمقابلتهم الشيخ شمس العلماء لكن اضطرب كثيرهم أمام أسئلته الصعبة من كتاب مثل شرح العقائد إلا أنه أجاب عن كلها بأجوبة مقنعة، بعد المقابلات الامتحانية قال شمس العلماء : ارجعوا فإني سأكتب الى الفائزين رسالة استقبالية. بعد أيام جائت الرسائل إلى غيره . لعل سبب عدم وصول رسالة الالتحاق اليه بعض القضايا البريدية ، فاستمر في تلك السنة عند الشيخ الترنغالي
بعد ذلك التحق بجامعة الباقيات الصالحات بويلور من ولاية تاملنادو و لبث هناك شهرين ولم يكتمل. ومن أبرز شركائه هناك عاشق الرسول الكندوري. في هذه الفترة كتب عدة مراسلات شعرية للشركاء الماضين فردوها كذلك. منها : إلى الأخوين أن بي ثم أي بي - من السيدال حاو للعيوب، وقد أرسلتُ عبد الله خطا - ينبؤه بأحوال الغريب، وليس له من الآن جوابه - يخبرني بأحوال الغريب، ولا أدري له سببا كمينا - سوى أني حليف للذنوب
ومنها ما كتبه لحبيبه عبد الرحمن المتعلم في الجامعة النورية الملقب ب"أَندُرُو " : ماذا أصابك يا حبيبي أَندرو - أعرضتَ عني هل لشيئ يندر ، هل عنكبوت السهو نسج القلبَ - فبه نسيتَ صداقتي والقربَ. بعد ذلك التحق بدرس بلدة " بُودِيَاد" لدى العلامة النحرير كُوتِي مسليار لكن أرشده الشيخ الترنغالي للاستقرار عنده وعلّمه مثل كتبا كثيرة مثل"حمد الله"
وقد ذهب إلى جامعة دار العلوم بديوبند في ولاية أوتاربراديش ، كان رئيس العلماء الشيخ سليمان بن أحمد شريكه في دار العلوم
بعد تعلمه الرسمي بدأ حلقة درس في بلدة " تَيَّالا" ثم في بلدة الترنغالي، من هناك أصيب بفكرة حزينة عن أسرته بأنها خالية عن ناظر أو قائد فأزعم على إنهاء شغل التدريس و استمرار أعماله الزراعية في بلدته الحبيبة، ذات يوم بينما هو يعمل في المزرع أتاه وفد من بلدة " وَلاوَنُّور" طالبين هذا الشيخ النحرير الى درسهم هناك. قبل إقبالهم عليه بهذا الطلب كانوا تهجزوا و مهدوا الطريق الى إنجاز حاجتهم حيث انهم زاروا ولي الله بابو مسليار الجفني لكي يتدخل في هذا الأمر. فأجابهم الجفني : ائتوا اليه قائلين إنني آمُره أن يترأس في ذلك الدرس بغير امتناع. و كانوا قد فهموا أنه لا يرد أمره لأنه شيخه الروحي
ثم قام الشيخ بعدة حلقات الدروس كبلدة " وِلِيمُوك" ثم " جَمَّنْكَدَوْ" ثم " بُوتَانْفَلِّي من بلدة "أومَاجَافُزَا " .كانت علاقته بشيخه الكرنغافاري وطيدة جدا حيث نجد في كتبه تحقيقاته و أجوبته وآرائه. وعند كل أمر مهم كان لا يفعل إلا بما يتشاور معه . فدعاه الكرنغافاري الى درسه مدرسا و تعلم منه مدرسه القديم العالم الشاعر النحرير الزاهد العابد الذي يسهر الليل للعبادات حسن مسليار الترنغالي وهو هناك كمدرس ثان للكرنغافاري منذ زمان. و قضى هناك أكثر من عشر سنين حتى دعاه بحر العلوم زين الدين كوتي مسليار إلى جامعته بمخدوماباد، و حيث درّس هناك اثنتين و عشرين سنة. و في الجملة قضى فترته التدريسية زهاء خمسين سنة . و شيخنا باوا أستاذ ما كان تلميذ بحر العلوم حينئذ - وقد أخذ شيخنا عن بحر العلوم بمدارسات البركة حينما يكون في بيته أيام العطلة كيوم الجمعة - بل كان قد تدرس تحت تلاميذه كشيخَي بابو مسليار الترنغالي و إبراهيم مسليار الكابادي ، فلذا لم يستطع رده، وتولى ذلك المنصب العالي حتى استقر في جامعة إحياء السنة العربية إلى أن وافته المنية. بهذه الفترة التعليمية خلق الشيخ تلامذة بارعون وعلماء حاذقون
ترك الشيخ العالم الأديب أبو محمد الويلتوري جملة من الآثار المدهشة. و من الجدير بالذكر ما فعل أبنائه من المحافظة على هذه الآثار التصنيفية والإبداعية والاعتناء بشؤونها اعتناء مشكورا بالإضافة الى حفاظهم على أقلامه وعكازته وساعته ونظارته و صندوقه الذي كان يذهب به الى الدروس في أيام تعلمه، وكُتب على معظم كتبه المتوارثة اسم والده بجانب تحشيته عليها. والكتب التي حررها و وشحها و همش عليها و حققها بالتحقيقات المفيدة
ا يستحق ابنه الأكبر الشيخ محمد الأحسني - وهو الآن يقوم بالتدريس في جامعة نصرة الإسلام الذي تأسست باستخارة الشيخ المرحوم بحر العلوم - كغيره من إخوته المبجلين المشتغلين بميادن العلوم الشرعية والنشاطات الدينية مدحا كثيرا غزيرا على جهودهم الجبارة لجمع و حفظ و رعاية و نشر و تحسين كتب أبيهم الشيخ باوا مسليار. وكان الشيخ قد أسس دار كتب \ مكتبة باسم المكتبة البدرية لإصدار مصنفاته القيمة. وهذا الابن الأحسني قام بهذا العمل فأجاد فيه حيث لم يضع أي شيئ من كتبه
عالَم تصنيفه عجيب سحري. يبلغ عددها الى خمسة و ستين كتابا يحتوي على لغتي العربية والمليالمية في ثلاثة عشر فنا كعلم الفقه وأصوله وعلم النحو و أدب الشعر في المراثي والمواليد وعلم الكلام والتصوف والأدب العربي وغيرها
معظم كتبه مصنف بشكل نافع للمتعلمين في حلقات الدروس التقليدية و كليات الشريعة السنية وفق مناهجها التعليمية التراثية. فلذا قل نظيره و فذ عديله في هذا الميدان لا سيما في علماء ولاية كيرالا، فهناك تظهر كضوء النهار مكانته العالية و منزلته الرفيعة بكثرة مصنفاته القيمة في عدة فنون متنوعة . من أبرز مصنفاته كتابه " تلميح الفوائد النحوية في بيان الحواشي الألفية " الذي يستعمله متداولا مدرسو علم النحو و متدرسوه بمزاياه الآتية ان شاء الله.
في أوائل عصوره التصنيفية عانى من مشكلة بعدم استطاعة إصدارها ونشرها فلم يلبث أن أسس محل كتب \ مكتبة..! وهي المكتبة البدرية . يقع مقرها في مدينة " كُوتاكَّلْ " المشهورة. و في البداية - حين إصدار كتابه الأول - تعرض لأزمة اقتصادية، لكن انمحت تلك الأزمة عندما هرع الى مكتبته المدرسون والطلاب والمعتكفون على التعلم التحليلي من كل صوب وحدب مستمعين عن أحوال جودة مصنفاته فتقدم الشيخ بإصدار ونشر الكتب ثم تولى ذلك أبنائه البررة . فيجب على كل عالم و دارس و محب علم أن يستلموا كتبه ويتبحروا فيها فإنها بحار زاخرة في أغوار أمواجها تتلألأ الدرر والفرائد. ستأتي دراسة تحليلية حول مصنفاته ان شاء الله
و المصنفون نقلوا في عدة كتبهم من أرجاء العالم نصوص هذا الشيخ الكريم و عباراته التي أتى بها في كتبه باسم قال الشيخ أبو محمد الويلتوري في كتاب كذا... فإن الله تعالى وفقه توفيقا مرتفعا ورفع درجته كما قال تعالى : و يرفع الذين أوتوا العلم درجات
أحوال حياته الأخلاقية و مزاياه التدريسية
كانت حياته الأخلاقية حافلة بالعبادة لا غير كما قال تعالى : "و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ، و كان يقول في محاضراته حينا بعد حين عن الحصر في هذه الآية الشريفة. واستغل الشيخ عمره وأوقاته بكل اعتناء واهتمام في العبادات وحدها. و كان ينشد أثناء المحاضرات أبيات هداية الأذكياء للشيخ المخدوم : واصرف الى الطاعات وقتك كله - لا تتركن وقتا سدى متساهلا ، و تصير أوقات المباح بنية - مصروفة في الخير فاصح بلا ائتلا. و كان يشرحها شرحا وافيا بالأمثلة
كان من شأنه سهر الليالي والاشتغال بمطالعة الكتب و التصنيف . وامتاز تدريسه بقدرته العجيبة لتفهيم المعقدات حيث يشرح - بأقواله وأياديه حينما يرجع الضمائر -العبارات لفظا لفظا لكن لا يزال غير متباطئ. و هذه - السرعة مع التفهيم - من مهارته الجميلة ، وحامله على هذه الخصوصية فكرته الالتزامية بوظائفه و مهامه بأحسن شكل وهذه من صفات أولياء الله تعالى كما قال بعض العلماء في شأن الولي الصالح بأنه توالت طاعاته من غير إخلال المعاصي ، فلذا كان يُكمل لطلابه كل كتب معيّنة في المنهج الدراسي. و كان أثناء تدريسه يستعمل أعضائه كاليد والشفة والرأس للإشارة الى آفاق البيانات. و كان طلابه لا يضجرون و يملون بتدريسه لأنه كان يقول مزاحات ونوادر و ابتسامات عندما ترتفع مثل إشكالات سفاهة
و كان رئيس العلماء يدعوه الى كلية إحياء السنة لإدارة الامتحانات قبل الالتحاق بها رسميا، فكان يعد أوراق الإجابة لأي فن و لأي كتاب صغير أو كبير -ولو كان فنّ المنطق ككتاب القطبي - متضمنا على أجوبة النحو العربي ككتابة الإعراب والتراكيب النحوية ، هذا يظهر محبته و تعلقه بالنحو العربي والأدب العربي و يكشف بهذا أهمية النحو في العبارات العربية. كما أشار الى ذلك ابن الوردي في مبدأ تحفته : و بعدُ فالجاهل بالنحو احتقر - إذ كل علم فإليه يفتقر. و هكذا كانت امتحاناته بعد أن التحق بجامعة إحياء السنة العربية
في جميع حركاته بدت قوانين السنة النبوية والشريعة السنية حيث كان - حينما يدرس في إحياء السنة - يجلس للأكل حسب الآداب المذكورة في كتب الفقه المعتمدة كفتح المعين . منها أنه كان يلعق بعد الأكل أصابعه و صب الماء على طبقه و غسله به وشربه . أثناء أكله طعام الكلية كان لا يعاتب أحدا على أي عيب في الطعام إن كان. بل ينتهزه فرصة لمزاح فيجيب له الأستاذ الآخر الآكل معه بمزاح آخر حتى لا يشعر أحد هناك بأي عيب في الطعام أو مشكلة عدم الأدم. و كان يجيئ لديه قط وقت الأكل ويجلس متأدبا - لكن بعد وفاته لم يره أحد يجيئ الى ذلك المطعم - و كان يذكر الشيخُ أدب ذلك القط مدحا ثم يعطيه بقية طعامه برأفته الغالبة
كانت حياته مفعمة بالتواضع - يا للعجاب كان التواضع صفته الجميلة العليا حيث لم يُر في غيره مثل ذلك التواضع المخلص المدهش فكأنه لا يعلم ما الكبر والحسد والأنانية والعجب ، وكان يهتم بأمور تلامذته و يعتبرونهم اعتبارا كاملا حتى رجا علوهم أكثر منه..! - حيث لا يطلب أحدا لأي حاجة ولا خدمة بل يفعل كل شيئ بنفسه على الرغم من أن طلابه كانوا يرغبون و يحاولون في خدمته ويَعدونها توفيقا كبيرا لهم. في بعض الأيام يكون صائما إلا أنه لا يعلم أحد صومه حتى وقت إفطاره حيث يدخر بعد العَشاء رغيفين أو ثلاث أرغفة للسحور مخلوطة ببعض المرقة ولا يُعلم ذلك أحدا خوف الخدمة وان علِمه أحد لا يسمحه في ذلك ..!
في مناسبات الصلوات الخمس والوضوء لها كان يتحرى آدابها وسننها وخشوعها من أمثالها أنه لا يتوضئ الا بعد قضاء حاجته بالخلاء و لا يتوضئ الا جالسا و أنه يهتم بالسواك دلك الأعضاء و لا يترك الدعاء بعد الوضوء مستقبلا للقبلة
و منها أنه كان يضطجع بعض الوقت بُعَيد ركعتي الفجر قليلا مستقبلا للقبلة لمواظبة دعوة مأثورة في ذلك الاضطجاع. و من حسن صفته الالتزام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كتسوية الصفوف و إنكار إسبال اللباس تحت الكوع فلذا كل متعلم يحضر لديه كان يتحرى هذه الأمور أكثر
و كان يواظب على تلاوة القرآن و أذكار طرائقه كالقادرية والرفاعية والباعلوية... و قد صنف كتابا مستقلا لجمع فوائد و إجازات طرائقه " إيثار الأثبات للإسناد بالأثبات" و "الزبرجد الأخضر في مسلسل حديث الأنور "
و من أمثال اعتباره لتلاميذه ما يقول تلميذه الشيخ أحمد عبد الله الأحسني الجنغاني صاحب الكتاب العجاب " دقائق الكنز " : ذات مرة عندما أدرس في جامعة إحياء السنة كنت غدوت الى المطبخ للفطور فرآني الشيخ ودعاني قائلا : هل تقدر على إنشاء البيت \ الشعر ؟ فقلت : لا، فأمرني بقراءة مبدأ كتاب المتفرد فقرأته أمامه : الحمد لله المتفرد بالألوهية.... فقال : اصنع بها بيتا..! سبحان الله فببركة لسانه سنح في قلبي بيت فأنشدته : الحمد لله الذي تفرد - بكونه حقا إلها سرمدا..! فسره ذلك سرورا بالغا و شجعني قائلا : نعم، اصنع كذلك ..!
حينما أصابه بعض أمراض الرِّجل و عاهات الشيخوخة ما ترك الجماعة في المسجد بل ذهب الى اليه و قام بقرب عمود المنبر حتى يرتفع متمسكا به. و لما عجز عن الذهاب الى المسجد لم يترك فضيلة الجماعة أيضا بل أعانه غيره من تلامذته وصلى مؤموما خلفه في الغرفة. وكذا كان لا يترك الجماعة ان كان في بيته بل يذهب الى المسجد بعكازته . في بعض المرات لما عجز عن القيام شد على الشباك حبلا ثم تمسك به..! ما أحرصه على امتثال القوانين الشرعية.
في أسلوبه لتدريس التفسير مثال عظيم لغيره من العلماء. قبل درس تفسير الجلالين يأمر أحد طلابه أن يقرأ آيات قرآنية مدروسة في ذاك اليوم ثم يبين المسائل التجويدية فيها . وله معرفة عميقة في علم التجويد حيث صنف فيه كتابه "المقاصد السنية بشرح المقدمة الجزرية"
حينما يقوم بتدريس بلدة " أُوماجافُوزا " كان لا ينام على سريره بقلبه المفعم بالتواضع الغالب أو بأن شيخه الكرنغافاري كان ينام عليه، بل ينام في حصيره الذي يشتغل هناك بأعماله التصنيفية ليلا ونهارا أمام سراج ضئيل الضياء. هكذا أتم جمهور مصنفاته ..! و يمتد التصنيف الى النصف الثاني او الثلث الأخير من الليل. ولا يضيع وقتا أبدا. و لا ينام إلا قليلا جدا ساعتين أو ثلاث ساعات..! ولا يترك صلاة الضحى أبدا. و كان يؤم الجماعة غالبا ولا يحيل الإمامة إلى الطلاب لأن أمر الجماعة مهمة. ولا يترك وظيفة الحداد بعد صلاة العشاء و كان يواظب على وظيفة دلائل الخيرات و صنف فيها تنوير المسرات بشرح دلائل الخيرات فأحسن ذاك التصنيف وأجاد. و حفظ الأسماء الحسنى أسماء البدريين حيث صنف أربعة أشعار في مدح و أسماء البدريين..! إحداها- مفتاح الظفر - تتضمن على أكثر من ألف بيت
هكذا حينما يركب السيارة و يسافر فيها لا ينام بل يخوض شيئين : إما الصلاة النافلة ، كثيرة وفيرة حيث لا يُرى من غيره كثرة الصلوات النافلة هكذا كأنه يلتذ التذاذا شديدا بهذه النوافل..! أو ذكر الله تعالى، فإنه يأخذ السبحة ثم يبدأ الأذكار والأوراد كأسماء الحسنى بتكميل رياضتها البالغة الى ألف مرة
في أواخر عمره - لما فهم أن لا يستطيع التصنيف - ثابر على العبادة والمراقبة والأذكار والصمت وترك العلاقات بالخلق. ثم قبضه الله جل وعلا إلى جوار رحمته في شهر رمضان المبارك . طيب الله ثراه و رفع درجته و جمعنا معه في الجنة
مصنفات الشيخ أبي محمد الويلتوري
للشيخ أبي محمد الويلتوري مصنفات عديدة قيمة في شتى المجالات ونسردها ههنا :
ابتغاء الوصول لحب الله بمدح الرسول >>
غارة النصر في التوسل بأهل بدر >>
مفتاح الظفر والمجد في التوسل بأصحاب بدر وأحد >>
البدرية الستينية >>
سلالم آل الظفر في التوسل بأهل النصر >>
تذكار اللبيب بمناقب أويس الأريب >>
تنقية الخاطر في مناقب الشيخ عبد القادر >>
تنويل الأنام بمناقب الشافعي الإمام >>
ترياق السقيم في مدح داود الحكيم >>
العذب المعين في مناقب الشيخ زين الدين >>
تنوير المسرات بشرح دلائل الخيرات >>
عكازة المعاد بشرح راتب الحداد >>
احتذاء النصوص على قراءة المنقوص >>
الذخيرة الصفية على القصيدة القطبية >>
الأضواء السواطع لتحقيق جمع الجوامع >>
تلميح الفوائد النحوية في بيان الحواشي الألفية >>
العرائس الرضية على النفائس الإرتضية >>
هدي البيان على تحفة الإخوان >>
الرياضة المجازية بشرح العقود السمرقندية >>
المفاتيح الوهبية علي الفرائض المحمدية >>
التبيين الشافي على متن الكافي >>
الفتوحات العربية في البسملة الكتابية >>
الرزق الرغد بشرح أما بعد >>
كشف الشواهد في الكتب العوائد >>
لمح الشواهد بتتمة الفوائد >>
إجازة الفرائد بثلاث شواهد >>
الأدلة القواطع على إلزام العربية في التوابع >>
هداية الموفقين إلى الصراط المستقيم >>
تحذيرة الطلبة عن ترجمة الخطبة >>
بيان الحق في جواز طلب المعونة من الخلق >>
الأوجز المختصر في الكلام المعتبر >>
العقائد السنية في الطريقة الأشعرية >>
عظمة الصلاة وعزة المناجاة >>
الفلسفلة الغريبة في أركان المناجاة العجيبة >>
قطع الأوهام في ميراث ذوي الأرحام >>
تمرين الأدب بإنشاء العرب >>
إيثار الأثبات في الإسناد للإثبات >>
الزبرجد الأخضر في مسلسل الحديث الأنور >>
المقاصد السنية بشرح المقدمة الجزرية >>
تدارك الغواية بخلاصة الهداية >>
تحريك الرغبة إلى الحكمة من الطلبة >>
الأبحاث الاسلامية في رد دعاوي الميرزائية >>
اقتضاء الأمان بمدح السيد قطب الزمان >>
شرح قصيدة الهمزية المسمي كرامة القرى لمن يقرأ أم القرى >>
(കർമശാസ്ത്രം ശാഫിഈ മദ്ഹബിൽ) بيان أحكام المذهب الشافعي >>
(മുഅ്ജിസതും കറാമതും) المعجزة والكرامة >>
(ഇജ്തിഹാദും തഖ്ലീദും) الاجتهاد والتقليد >>
(ആരാധനാ ക്രമംം)نظام العبادة >>
(നമസ്കാര ക്രമം) نظام الصلاة >>
لهذا الشيخ الجليل كتب عديدة مترامية في علم الفقه وعلم الكلام والعقيدة والحكمة والنحو العربي والادب العربي وعلم العروض وعلم اللغة والحديث والمراثي وغيرها التي تمتد الى 13 فنا. بالإضافة إلى هذه المصنفات قد كتب أشعارا كثيرة و مراسلات و حواش مفيدة وغيرها كما أعد معجما من اللغة العربية إلى المليالمية. وهو كتاب قل نظيره بين أمثاله حيث تذكر فيه مفردات مستعملة في حياتنا اليومية
"الشيخ عبد الغفور الثقافي الكاونوري و خدماته المخلصة لمصنفات الفقيد رحمه الله" : لتلميذ الفقيد باوا مسليار الويلتوري سماحة الشيخ العالم المؤرخ عبد الغفور الثقافي الكاونوري صاحب النجوم الطوالع يد طولى في تحسين كتبه و تزويدها . فإنه ألحق المقدمات المحتاجة قبل مقدمة المؤلف و أدرج فيها سيرة ذاتية للمؤلف رحمه الله . و العلاقة بينه وبين المؤلف كانت وطيدة وثيقة حتى يقول أبناء المؤلف إنه هو خليفته و أبرز تلاميذه علاقةً و المؤكل بهذه النشاطات التحسينية في مصنفاته . ومن أمثل أمثال لمكانته عند المؤلف أنه كان يشاوره في شؤون التصنيف و يوكّله أمور تحرير مصنفاته بل حينما عجز عن التمركز التام على التأليف بأسباب الشيخوخة وكّله لتتميم بعض الكتب فقام بهذه المهمة في أحسن شكل و أجود صورة . جزاه الله تبارك و تعالى أجزل الجزاء
: حساب الجمل
كبعض المصنفين القدماء العلامة النحرير أحمد رضا خان البريلوي وغيره استعمله الشيخ أبو محمد الويلتوري في عناوين كتبه بعض أبياته للإشارة إلى سنة تأليفه او تاريخ وفاة المرثي له او لغيره .فهذا يشير الى عبقريته في معرفة الحروف الأبجدية و حساب الجمل . يقول القحطاني في كتابه أسرار الحروف وحساب الجمل : حساب الجمل، وقد اعتنى به العلماء في العصور الوسطى ومازالوا يستعملونه ويؤرخون بـمواليد العلماء والخلفاء والمشاهير ، ونختار مثالا لاستخدامات العلماء لحساب الجمل من ذلك ما ذكر الحافظ ابن كثير في تاريخه عن أحد الخلفاء: وهو الثاني والثلاثين من العباسيين وذلك في الجمل " لام باء " ولهذا قال فيه بعض الأدباء : "أصبحت لب بني العباس جملتها * إذا عددت حساب الجمل الخلفا " ولب اثنان وثلاثون في حساب الجمل..ه
و حِسَاب الجُمَّل هي طريقة لتسجيل صور الأرقام والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، إذ يُعطى كل حرف رقما معينا يدل عليه. فكانوا من تشكيلة هذه الحروف ومجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ مقصود وبالعكس كانوا يستخدمون الأرقام للوصول إلى النصوص
وهو حساب استخدم في اللغات السامية؛ حيث نجده مستعملًا في بلاد الهند قديمًا، وعند اليهود؛ فالأبجدية العبرية تتطابق مع الأبجدية العربية حتى حرف التاء (أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت) أي تتكون من 22 حرفا وتزيد العربية: ثخذ، ضظغ. واستخدمه المسلمون في تثبيت التاريخ. لكل حرف مدلول رقمي يبدأ بالرقم 1 وينتهي عند الرقم 1000
ومن أمثالها عنوان كتابه حاشية الألفية : " تلميح الفوائد النحوية في بيان الحواشي الألفية " و كُتب فوقه ١٣٩٦ لكن نجد الصواب ١٣٨٧ حسب حساب الجمل. والمشكلة في كلمة " الفوائد " فهي حسب حساب الجمل ١٢٣ ان كان قبل الآخر همزة والا فان كان ياء فهي ١٣٢ . لذا تجبر هذه المشكلة بأن نقلب حرف "ئ" في الفوائد الى "ي" فتكون الفوايد في الاعتبار والفوائد في الخط
و هذه - كتابة الهمزة واعتبارها الياء - وقعت في سائر كتبه عند إعداد العناوين بحساب الجمل كما في كلمة العقائد من عنوان كتابه المنظوم : " العقائد السنية ببيان الطريقة الأشعرية " و شرحه باسم : الأوجز المختصر في الكلام المعتبر. ف " الأوجز المختصر " أيضا يوافق المتن في رقم حساب الجمل و هو ١٤٠٩
و رقم كتابه "المقاصد السنية بشرح المقدمة الجزرية" يساوي ١٤٠٨ . ولا يوجد ههنا اي مشكلة
وفي بعض العناوين اعتبر لحساب الجمل الحروف المعجمة دون ما عداها كما في " احتذاء النصوص على قراءة المنقوص " اعتدت ههنا بحروفه المعجمة كما قال في مقدمته : " وسميته احتذاء النصوص على قراءة المنقوص مشيرا بمعجم حروفه لعام التأليف" فهكذا نجد عناوين كتبه أقساما ، فيها ما يعتد بكل حروفها وفيها ما يعتد بحروفها المعجمة فقط في صعيد حساب الجمل. وغالبا أشار الشيخ نفسه إلى كيفية ضرب الأرقام واعتدادها في مقدماته
بداية كتبه مزينة بأجمل تعبيرات بلاغية وقوانين بديعية تشير الى مهارته في اللغة حيث زخرفها ببراعة الاستعمال والسجع والتشبيهات والاستعارات بالإضافة الى اختيار أنسب كلمات وأليق استخدامات. ونقول من بعض أمثالها : في مقدمات جميع كتبه نرى ظاهرة السجع بالإضافة إلى سائر أنواع البلاغة. على وجه المثال يقول الشيخ في مستهل كتابه العقائد السنية ببيان الطريقة الأشعرية : الحمد لمستحق السجود فإنه محمد حتى في الوجود كما ينطق به لسان كل موجود وصلى على حبيبه محمد المعبود... الخ، وفي نفس العبارة استعمل كلمة محمد أولا عن الله تعالى تورية وعن الرسول صلى الله عليه وسلم بلا تورية
ما في مقدمة تلميح الفوائد : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي وجه نحونا سوابغ النعم، وصرف عنا شدائد النقم، وأشهد أن لا إله إلا الله المؤثر الفاعل، والمجازي لكل صانع وعامل وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله مصدر جمل الكائنات، ومبدأ تركيب الممكنات، والصلاة والسلام على النبي الأمي، الذي أنزل عليه الكتاب باللسان العربي، ونسخ بشرعه ماضي الملل، وزكي ضمائرنا من الأمراض والعلل ، نصبه الله لرفع كلمة التوحيد وخفض أعدائها، وكسر الأوثان وهدم بناءها صلاة وسلاما أفوز بهما يوم الجزاء والحساب وأستحق بهما شفاعته يوم السؤال والجواب، وأرى ثوابهما حين يحذف الحركات لدخول الجوازم وينعدم الإعراب لأسباب للبناء لوازم، وعلى آله وصحبه الذين أبرزوا من الدين كل مستتر ولم يخافوا فيه لومة لائم، ولا جرأة ظالم..! انظروا الى عباراته... ما أحلاها وما أنظمها..!
إلى جانب هذه المزايا كانت لغته سهلة لا ركاكة فيها ولا غرابة. وتظهر هذه في شروحه على نطاق واسع فإن من له تعلق بالأساليب العربية يستطيع فهمه بشكل واضح. و ان تتفحص كتابه العرائس الرضية على النفائس الإرتضية تكتشف أمامك هذه السهلة المفيدة و تقتنع بها
نوع من المشاكلة : كثيرا ما اختار الشيخ رحمه الله في خواتيم كتبه ألفاظا متعلقة مما قُبليها أو أتى بكلمات مرتبطة بالموضوع المبحوث في خواتيم أبواب أو فصول كتبه كما ابتدأ ببراعة الاستعمال. من أحسن أمثالها ما في خاتمة كتابه " لمحة الشواهد بتتمة الفوائد " حيث حينما اختتم ما أراد بذلك الكتاب من الشروح وتوضيح المعاني بكلام " ..... (والشاهد) في قوله فغض حيث أدغم في شبه الجزم " ورد فيه " فغض " فاستعمل ذلك اللفظ لاختتام الكتاب : " اللهم اجعل آخر كلامنا عند غض الطرف شهادة.... " . و هذا الصنيع أراه متشابها بالمشاكلة المذكورة في علم البديع. وفي كل باب من كتابه تلميح الفوائد نجد هذه الظاهرة
نبذة يسيرة عن مصنفاته
كما ذكرنا من قبل، كتبه مترامية في عدة فنون. و نحاول أن ننضدها على رفوفها المخصوصة في الفقه واللغة والنحو والعروض والقافية والبلاغة والعقائد وغيرها
ابتغاء الوصول لحب الله بمدح الرسول : هذه مصنفة جليلة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. و يبحث الكاتب فيه عن موقف المسلمين الصالحين في مدحه صلى الله عليه وسلم وأحكام عمل مولده الشريف، وعن أفضليته وأشرفيته ووجوب طاعته ومحبته وتوقيره و عن تحريم نسبة ما لا يليق بجنابه وعن غيرها. استعمل الكاتب لإعداد هذا المصنف لغة سهلة واعتمد آيات قرآنية وأحاديث نبوية بالإضافة إلى عبارات العلماء الصالحين. و أجاب عن شبهات الأعداء المبتدعين في شأن النبي صلى الله عليه وسلم بأجوبة مقنعة و ردود حاسمة
قبل مقدمة هذا الكتاب ألحق شعرا جميلا من فيض عبقريته الحسينة عن هذا الكتاب و هدف تأليفه ومحتوياته . من أبياته :
وَهَذَا ابْتِغَاءٌ لِلْوُصُولِ لِرَبَّنَا * بِمَدْحِ رَسُولِ اللهِ خَيْرِ الْخَلِيقَةِ
فَفِيهِ بَيَانُ الْفَضلِ فِي مَدْح أَحْمَدٍ * وَرَدّ لِأَقْوَالِ الْغُلَاةِ بِبِدْعَةٍ
وَإِثْبَاتُ مَدْحِ الصَّالِحِينَ جَمِيعِهِمْ * بِبُرْهَانِ عَقْلٍ ثُمَّ نَقْلِ الْأَدِلَّةِ
و يبين الكاتب نفسه ما أراد بهذا المصنف في مقدمته : أما بعد: فيقول الفقير أبو محمد الويلتوري عفا عنه الباري هذه رسالة في فضيلة مدح النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والأولياء فقد انتشر فيها الشقاق من أهل النفاق سميتها ابتغاء الوصول لحب الله بمدح الرسول مشيرا بمعجم حروفه إلى عام التأليف والمسؤل من فضل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وموصلا لحبه بمدح رسوله الكريم وأن يدفع عني سهام المبتدعين وسيوف الحاسدين وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . ه
* العرائس الرضية على النفائس الإرتضية : هذا مصنف عظيم في البلاغة العربية حيث تقبله أحباب اللغة العربية والشرعية ولذلك طبعت مرات . قبل مقدمته ألحقت ناشره مكتبة البدرية : فيسرنا أن نحيط بإعلامكم أن العرائس الرضية التي أمامكم للشيخ أبي محمد القادري الويلتوري قد تلقاها الخاصة والعامة بالقبول التام كسائر كتبه حيث احتوت على الفوائد العظام مع عبارات واضحة على سبيل الاختصار ولذا مضت لهذا الكتاب طبعات ست إلى الوقت الحاضر وها نحن نقدم إليكم الطبعة السابعة في حلة جديدة منقحة مصححة ومع ذلك وضعنا في ثلاثة مواضع تقريرا لا بد منه أسفل الحاشية بعد الإشارة إليها بأرقام كتبه أحد تلامذة المؤلف عبد الغفور الثقافي الكاونوري تنبيها للأساتذة والطلاب ورفعا لما وقع في تلك المواضع من الارتياب وتتميما لفائدة هذا الكتاب
بالإضافة إلى جمالية إبداع الكاتب المكتشفة في مقدمته ونصه قد شرح المتن شرحا وافيا كافيا موجزا على وجه الخصوص في صعيد اللغة، فإنه بين كل غريب و أوضح كل معضل و زاد اليه فوائد حيث يستعين بها المعتكفون على علم البلاغة لتسهيل دراساتهم العميقة. وحينما انتهى الكتاب نرى مسرد الشواهد المستخدمة في النفائس الإرتضية مع صفحاتها الواردة . و كأكثر أواخر كتبه في نهاية الكتاب شعره على أحد الفضلاء كما قال نفسه : جعلت هذا هدية وتذكارا للسيد أبي بكر جركويا ابن السيد الشهير بخان بهادر متكويا العيدروسي المليرمي نور الله مرقدهما ونفعنا بجاههما في الدين والدنيا والآخرة الذي قلت في رثائه : "الى اين انتم من ركوب وراحل - وفي وجهكم آثار غم وأوجل " انظروا الى طلاوة مبدأ هذه المرثية ...! وقال الشيخ نفسه عن هذا الكتاب : ليست في تلك الازمن وفرة تسهيلات ضرب أحرف عربية في المطابع على نطاق واسع إلا قوالب مخصوصة لكل أحرف . و لكل قالب مبلغ مخصوص محدد .لذا قلّلت عدد الحروف بقدر الطاقة و جعلته موجزا بلا ملل ولا خلل
* هدي البيان على تحفة الإخوان : وهذا الكتاب في علم البلاغه الذي يدرس في الكليات والدروس ككتاب مبتدأ . وقد أثنى عليه العلماء الأعيان . وقد طبع مع هذا الكتاب مصنفه الرياض المجازية بشرح العقود السمرقندية . عندما يشرح عن الاستعارة في كتابه هدي البيان أشار إلى أهمية مصنَّفه الرياض المجازية قائلا : قلت شرح ذلك في كتابي الرياض المجازية
كان أدب الموالد مما يهمه قلبا وقالبا حيث قام بتصنيف موالد كثيرة و بتحسين و تزويد بعض الموالد للعظماء، يقول الشيخ في تقريظ كتاب " تضمين الفوائد في تحقيق الموالد والأوراد والقصائد " لجامعه المعلق عليه الشيخ عبد الغفور الثقافي الكاونوري : ........ فإن السمة المميزة لأهل السنة والجماعة ، التي هي الشكل الحقيقي للدين الإسلامي ، هي حب واحترام العضماء الأسلاف وإحياءذكراهم. لقد علّمنا علمائنا جميعًا ، بمن فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنها أعمال صالحة تستحق التقدير. وكجزء من هذا الحب ، يتم تأليف الموالد والقصائد والمدائح للفضلاء العظماء . يسير مجتمع ولاية كيرالا أيضًا في هذا المسار وظل يتلو المولد على نطاق واسع لعدة قرون. لذلك ، تم نشر العديد من الكتب القديمة التي كتبها علماء ولاية كيرالا والأجانب من قبل مختلف الناشرين في بلدنا على مر العصور
أخذ الباحث الشاب عبد الغفور الثقافي الكاونوري زمام المبادرة لتصحيح المواليد الكبرى ونشرها في صورة خالية من الأخطاء بما هو معلوم لدى الجميع أن العديد منها ممسوسة بأخطاء مطبعية خطيرة وعدم دقة. لقد قمت بفحص أو قراءة أجزاء كثيرة منه. كما تم اقتراح بعض التعديلات المناسبة..... ه
ومن هذه الأقوال يظهر موقفه في أدب الموالد و سبب اهتمامه به. ومن مصنفاته في هذا الصدد : العسل المنجي باقتصار البرزنجي . و يقول الكاونوري في تعليقه : "هذا المولد ألفه الشيخ ابو محمد الويلتوري باقتصار المولد البرزنجي المسمى بعقد الجوهر في مولد النبي الازهر المشهور المتداول في ديارنا وفي البلاد العربية وغيرها الفه السيد العلامه الامام مفتي الانام جعفر بن السيد حسن البرزنجي.............. ولكن هذا المولد نَثري بخلاف سائر الموالد المقروءه فلذا عمل عليه شيخنا ابو محمد القادري الولتوري مد ظله ابياتا مع اقتصاره فجاء بحمد الله وافيا بين النثر والنظم حاويا ومجري سائر المواد جاريا وسماه العسل المنجي باختصار البرزنجي مشيرا بحروفه الى عام تأليفه شكر الله سعي الناثر والناظم وجعل النفع به ادوم دائم واعتمدنا في تحقيقه وضبطه على الكوكب الأنور والقول المنجي ".
و يدعو الشيخ ربه تعالى خلال أبياتها متوسلا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا البيت التوسلي موجود في موالده بأسرها حتى نتعرفه بهذا اللحن الجميل :
يَا رَبَّنَا عَبْدٌ بِبَابِكَ وَاقِفٌ يَرْجُو العَطَا
فَاغْفِرْ لَهُ لا تَطْرُدَنْ بِالسَّيِّدِ خَيْرِ النَّبِي
وَفق لَنَا عَلَى جَمِيعِ الْخَيْرِ وَاعْصِمْ دِينَنَا
وَجُدْ بِمَا تَرْضَى بِحَقِّ السَّيِّدِ خَيْرِ النَّبِي
وَارْزُقْ لَنَا مِنْ حَيْثُ أَنْ لَمْ نَحْتَسِبْ وَاسْمَحْ لَنَا
بِمَخْرَج عَنْ ضِيقَةٍ بِالسَّيِّدِ خَيْرِ النَّبِي
ومنها تذكار اللبيب بمناقب أويس الأريب. نرى في جدول مراجع و مصادر وملحقات هذا المولد كتاب روض الرياحين لليافعي إلى جانب الآيات القرآنية والأحاديث النبوية و من التزامه إيراد المنقولات المأثورة المقبولة من كتب الأئمة الأعلام في موالده
و منها تنويل الأنام بمناقب الشافعي الإمام. لهذا المولد منزلة متغايرة من غيره لأنه عمن عُرف و اشتهر عالِما فقيها نحريرا مجتهدا أكثر وأغلب من علو قدره في الولاية الربانية. فبمولده أظهر الشيخ أمام القراء علوه ودرجته في مجالَي العلم والمعرفة كلتيهما. وأتى فيه نصوص العلماء عن فضل الإمام الشافعي رحمه الله في ميدان العلم كالبشارات المشيرة إلى منازله العالية و مراتبه السامية
و منها : تنقية الخاطر في مناقب الشيخ عبد القادر. ولهذا المولد علاقة وطيدة بحياته الروحية حيث كان شيخنا - الملقب بأبي محمد "القادري" - مريدا حقيقيا للشيخ الجيلاني . فضنّف في مدحه مولدا رغم توفّر مولد متداول بين السنيين حينئذ على منوال ذلك نفسه . و أتى فيه بما يشير إلى عبارات إرشاد العباد و شذرات الذهب و نور الأبصار وتفريح الخاطر وغيرها
ومنها : اقتضاء الأمان بمدح السيد قطب الزمان. وهو عن ولي الله العلامة المجدد المربي السيد المنفرمي قدس سره. و يصفه شيخنا في المولد : "سيدنا الولي الجليل ومولانا القطب النبيل قدوة الأولياء وقبلة الأتقياء قطب الزمان وغوث الأوان سراج الدين ابو الفضل سيدنا الحبيب السيد علوي ابن السيد محمد ..... " و تمتد نسبته الى.... و سيدتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. و يحاول الشيخ إضافة بعض التواريخ والأحوال السائدة في زمن السيد المنفرمي بهذه الولاية خاصة منطقة مليبار من مشاركته في الحركات الاستقلالية و نشاطاته التجديدية وغيرهما إضافة إلى تبيين طهارة حياته الروحية النيّرة وكراماته الباهرة وجاهه لدى قلوب الناس البررة
و مسرد موالد الشيخ الويلتوري طويل منها ترياق السقيم بمناقب الشيخ داود الحكيم، و الترياق الحاسم بمنقبة الحبيب محمد القاسم، والعذب المَعين لمدح العلامة زين الدين. و عباراته النثرية والشعرية في هذه الموالد جذابة فصيحة غير ركيكة . و مما يستحق المدح والتقدير أنه ألحق بها تواريخ منقولة موثوقة و أوضاع زمن حياتهم الفعالة الدينية والسياسية والاجتماعية عند محال احتياجها. و قامت المكتبة البدرية بجمع أكثر موالده في كتاب واحد باسم تضمين الفوائد في تحقيق الموالد والأوراد والقصائد و اعتنى بتصحيحه و تزويده بالحلى التحاسين الشيخ الكاونوري فجزاه الله جل وعلا
بصفة زكاء حياته و نقاء حركاته و ضبط مواقفه كان مثابرا على رياضات الأذكار والأوراد والصلوات التي قام بمواظبتها العظماء الفضلاء الأصفياء . و من أعظمها : *مجموع صلوات "دلائل الخيرات" للشيخ الجزولي الذي تداوله الناس المغرمون بحب النبي صلى الله عليه وسلم ولازموها - يوميا ، وهي صلوات مقسمة إلى كل أيام أسبوعية - بإجازة الفضلاء وبدونها. ويحسّون من ذلك بفوائد عظيمة و منافع جليلة . فعلق عليها الشيخ وأجاد إيجازه وأحسن إنجازه حيث قال نفسه في مقدمته : . ... هذه تعليقات على دلائل الخيرات وشوارق الانوار في ذكر الصَّلاة على النبي المختار للسيد الامام العالم العامل العارف المحقق الواصل قطب زمانه وفريد أوانه أبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي الحسني رضي الله عنه ونفعنا ببركاته آمين التقطتها : "من مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات" للشيخ محمد المهدي ابن احمد الفاسي و"بلوغ المسرات على دلائل الخيرات" للشيخ حسن العدوي المالكي الحمزاوي ، والدلالات الواضحات على دلائل الخيرات وسعادة الدارين في الصلاة على سيّد الكونين" كلاهما للشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني وغيرها من كتب الائمة...ه
وفي نفس المقدمة بيّن شرف كتاب و مصنف دلائل الخيرات وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و موقف السواد الأعظم في هذا الصدد، و أوضح فيها إسناده المتصل إلى مؤلفها الشيخ الجزولي رحمه الله. و يختتم الكتاب بملحقة مفيدة بعنوان " خاتمة في خواص بعض الصلوات".
* الذخيرة الصفية بشرح القصيدة القطبية : للشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره منزلة رفيعة متفقة عند المسلمين بأنه كان مجددهم و مثقفهم و مربيهم بإذن الله جل وعلا فاعتاد الناس يتوسلون به الى الله تعالى و يستغيثون به كما علّم الشيخ الجيلاني نفسه.فالقصيدة القطبية مصنفة بقلم العارف بالله صدقة الله القاهري و إحدى وظائف السنيين خصوصا المليباريين . فأعدائهم خالفوا في ذلك و اختلقوا شبهات و افتراآت فقام الشيخ الويلتوري بشرحه معانيها الحقيقة وبِردها بأجوبة مقنعة في هذا الشرح الممتاز.
من أهم وظائف السنيين ههنا قراءة مولد المنقوص في مناسباتهم المهمة لحصول البركة النبوية فيها ولدفع المخوفة عنها . الا أن البعض ظهروا بتكفيرهم القاتل على قُرائه فقام الشيخ بشرحه المظهر عن فوائده والمبرز عن دلائله والدافع عنه سفاسف المُكفِّرين به
بعد بداية مقدمة هذا الشرح يعرف ترجمة مؤلف المولد المنقوص : أخبرني الشيخ الفاضل أبو بكر بن أحمد مؤسس مركز الثقافة السنية بكارنتور مد ظله العالي أن الشيخ عبد الرحمن الفانايكلمي الشهير بالعروس نور الله ضريحه أخبره أنه للشيخ الإمام العالم العلامة المخدوم الكبير زين الدين المعبري الفنّاني وأنه وقع في كربة بأمر متعلق بالمسجد الجامع الكبير الفنّانّي فعزم على تأليف مولد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وأنّ إليه الإشارة بقوله : قَدْ حَلَّ بِي مَا قَدْ عَلِمْتَ مِنَ الْأَدَّى * وَالظُّلْمِ وَالضُّعْفِ الشَّدِيدِ فَأَسْعِدِ ...ه بعد هذا المبحث نجد عنوانا : قراءة المولد على الكيفية المعروفة الآن . ثم يدخل الى مقدمة أخرى تتعلق بشؤون أحكام قراءة الموالد والمدائح النبوية. عندما نراجع الشرح نجده أجمل وأكمل وأوفى حيث يحل الألفاظ ويبين المراد ويوضح الاختلافات فحلولها
* عكازة المعاد بشرح راتب الحداد : من أعمال المسلمين السنيين خاصة المليباريبن المداومة على الأذكار المأثورة . فبعض الصالحين جمعوها في مصنف لتسهيل العابدين المشتغلين بها .فراتب الحداد من تلك الوظائف التقليدية المتواترة ما يقرأ في كل يوم بعد صلاة العشاء غالبا . قد نضده تلميذه القائم بتحسينه على أبواب . أولا ألحق نص راتب الحداد .
عندما يشرع في الشرح يأتي بتاريخ جامعه الحبيب السيد عبد الله الحداد رضي الله عنه. ثم أتى بمقدمة أخرى في "فضل الذكر وما يتعلق به" فطول وأجاد ذلك بأدلة الايات القرانية والاحاديث النبوية و كيفيات صور عقد جلسات الذكر والسبحة و مراتب فضائل الذكر وغيرها . ثم أتى بإسناده الى جامعه الحداد رضي الله عنه في هذا الراتب. ثم فصّل فضل راتب الحداد وسبب تأليفه و بيّن كيفية قراءة الحداد . ثم شرع في شرح النص . و يختتم بخاتمة في معنى لا إله إلا الله
وقال في سطوره الأخيرة : هذا وقد وفصلنا المسئلة بتوفيق الله تعالى مع أدلة الكتاب والسنة وأقوال العلماء في كتاب : بيان الحق في جواز طلب المعونة من الخلق....الخ ه
* إجازة الفرائد بثلاث شواهد : تحتل شواهد في علم النحو مكانة كبيرة لأن النحو من فنون الآلة التي تعضد الشواهد المعتمدة مسائله . والنحاة أتوا في كتبهم بشواهد عديدة مناسبة كما قام البعض بشرحها بصور متنوعة. فهذا الكتاب المقدس إجازة الفرائد بثلاث شواهد شرح سهل في هذا الصدد.
شرح فيها المصنف شواهد ثلاث كتب مدروسة في الدروس والكليات العربية في المراحل الابتدائية : تقويم اللسان وشرح التحفة الوردية و عين الهدى . قبل الدخول الى الشرح سرد فهرسة جميع الأبيات مع تبيين صفحتها لتسهيل بحث الشاهد المقصود. أسلوب شرحه ممتاز جدا لأنه ييسّر البحث للقارئ . وهو هكذا : أولا يجيئ بالبيت ثم ينسبه الى ناظمه و يلحق به البيت قبله اوبعده ان احتيج الى ذلك ثم يشرع في شرح ألفاظه. بعد ذلك يكتب معناه المضمون في سطرين او ثلاثة أسطر . ثم يبين الإعراب والتراكيب. ويختمه بتوضيح الشاهد فيه في أخصر كلام
و من أبدع استخداماته في كل كتبه ابتداء كلمات الخاتمة بألفاظ متعلقة مما مر قُبيله. قد وجدت في هذا الكتاب كذلك : لانه لما تم شرحه وأكمل ما أراد بهذا الكتاب وافيا اختتم ب : "علق الله قلوبنا بكتابة ما يسرنا في القيمة أن نراه وجعل ما علمناه حجة لنا لا علينا وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين " ه نرى كلمتي" علق " و " بكتابة" ملتقطتين من كلمتيه " متعلق بيكتب " المارتين قبيلهما : ......... "(يكتب) فعل مضارع مبني للمفعول والضمير فيه نائب الفاعل والجملة خبر المبتدأ وجملة هو الخ جواب إلا (بالألف) متعلق بيكتب " ه و فعل هذا الصنيع البديعي في عدة كتبه لا في خاتمة الكتب فقط بل في مختتم الأبواب او الفصول فيختتمها بكلمات مسلطة على مواضيع تلك الأبواب. و هذه الصنيعة تشاكل المشاكلة المذكورة في علم البديع
* لمح الشواهد بتتمة الفوائد : هذا الكتاب شرح الشواهد الواردة في شرح الألفية النحوية على منهج مذكور عن كتاب إجازة الفرائد. و يقول الشيخ نفسه في مقدمته : هذا شرح لطيف على شواهد المخدومين أبي يحيى زين الدين ابن علي وابنه عبد العزيز المعبريين على ألفية الإمام محمد بن مالك رضي الله عنهم ونفعنا بهم وبعلومهم جعلته تكملة لحاشيتنا على ذلك الشرح المسماة تلميح الفوائد النحوية في بيان الحواشي الألفية ملتقط من الصبان ومختصر العيني والخضري والسجاعي والتصريح وشرحي شواهد ابن عقيل لعبد المنعم الجرجاوي ومحمد قطة العدوي وجامع الشواهد محمد باقر بن على الرضا والمكودي وغيرها جعله الله خالصا لوجهه الكريم أسأل الله تعالى عموم النفع به وسميته لمح الشواهد بتتمة الفوائد ليكون الاسم كاشفا عن المسمي وموضحا لتاريخ التأليف وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. ه
* كشف الشواهد في الكتب العوائد : في هذا الكتاب الضخم يشرح الشيخ الويلتوري ما ورد في عدة مصنفات من أبيات الشواهد . وهي تحفة الاخوان ، النفائس الارتضية ،تلخيص المفتاح، شرحه المختصر، شرحه المطول الى بحث ما انا قلت ، شرح العقائد النسفية. تفسير البيضاوي الى سورة آل عمران، شرح جمع الجوامع، التبين الشافي شـرح مـتـــــن الكافي .
ويبين المصنف رحمه الله تعالى المراجع والمصادر التي التقط منها واستعان بها لإعداد هذا الشرح بقوله : التقطته من معاهد التنصيص على شواهد التلخيص للسيد عبد الرحيم ابن احمد العباسي ومن تحقيق العلامة محيي الدين عبد الحميد مفتش العلوم الدينية والعربية بالجامع الازهر .... ويطول جدول هذه الى 19 مراجع. بعد بقية المقدمات ألحق المصنف رحمه الله مقدمة أخرى : مقدمة في علم الادب ويبسط فيها مباحث علم الادب وافيا شافيا . ثم شرع في شرح ابياته وشواهده بيتا بيتا على منوال ما ذكرناه في كتاب اجازة الفرائد بثلاث شواهد . وقسم الشارح رحمه الله الشواهد تحت عناوين الحروف الهجائية حتى يسهل على الباحثين ادراكه واقتطافه. ويختتم هذا الكتاب بقوله : يقول جامعه الفقير فرغت من تبييض هذه الشواهد ليلة الجمعة من ثامن عشر من ذي القعدة سنه 1421 من هجره افضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم...الخ ومن الممدوح ايضا الحاقه في ورقات النهائية من هذا الكتاب فهرست الاعلام المستعملة فيه
* تمرين الادب : هذا المصنف اللغوي معجم ويعد اول معاجم ههنا من لغة مليالم الى اللغه العربية . ولهذا المعجم مكانة عالية بين المعاجم المتوفرة في ولاية كيرلا لانه يسهل الطلاب ومستعمليه لبحث معاني الألفاظ حسب الحروف الهجائية. واستغرق تاليفه ثلاث سنوات.
* تلميح الفوائد النحوية في بيان الحواشي الألفية : هذا هو أبرز كتب هذا الشيخ الجليل ونرى في أول ورقة منه : " حاشيه على شرح المخدوم الكبير ابي يحيى زين الدين وابنه عبد العزيز المعبريين على الفية الامام جمال الدين ابي عبد الله محمد بن مالك الشافعيين رضي الله عنهم ونفعنا بهم في الدارين امين.
بصفة أن هذا الكتاب أبرز كتبه وأشهرها قد اُلحقت في مقدمته ترجمته فمن يرغب في الوقف على ترجمته وحياته وشؤونه كلها يعتمد على هذه الترجمة المبينة المفصلة. وبعد هذه الترجمة نرى سرد مؤلفاته العربية وغير العربية . والقائم بإعداد هذه الترجمة هو العالم الفاضل المؤرخ عبد الغفور الثقافي الكاونوري صاحب النجوم الطوالع وهو من تلامذة شيخنا أبي محمد الويلتوري
بإتقان هذا الكتاب واسلوب شرحه البسيط الواسع يتداوله طلاب الدروس المساجدية والكليات في ربوع ولاية كيرالا وغيرها . في خاتمة مقدمته المفعمة ببراعة الاستهلال و سائر انواع البلاغة و بيان صغير عن الماتن والشارحين : وسميتها تلميح الفوائد النحوية في بيان الحواشي الألفية ليكون الاسم كاشفا عن المسمى واشارة الى تاريخ الشروع في التصنيف واتمنى على الله ان يجعلها تلميحا واشارة الى كتاب الناظم المسمى بالفوائد النحوية والمقاصد المحوية الذي ليس في النحو كما قيل كتاب اجمع منه فانه على ذلك قدير وبإلاجابة جدير والمسؤل منه ان يجعلها خالصة لوجهه الكريم ومع ذلك أذكر قول من قال واحسن في المقال إن أعراض المصنفين أغراض لسان الحاسدين ولكن أقول ان اريد الا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب
ثم يلتفت الى شراح بسم الله الرحمن الرحيم بقوله : " هذه بسملة الشارح حيث كتب الشرح مزجا بالمتن ولو كتبه على هوامش المتن وبين أسطره فلا يحتاج اليها اكتفاء ببسملة المتن قاله الشيخ محمد بن علي الفناني في حاشيته على شرح تحفه الوردية للشارح فعليه تكون بسملة المتن محذوفة ففيه ما فيه . وقال شيخنا المحقق محمد بن العلامة المرحوم صوفي الكرنكفاري رحمهما الله تعالى ونوّر ضريحهما واعاد علينا من بركاتهما وجمع بيننا في دار الثواب مع الاحباب : يحتمل ان تكون من كلام المصنف واكتفى الشارح بتلفظ البسملة عن كتابتها اي كما اكتفى به في الحمدلة وسائر الوظائف.ه
ثم يخوض مباحث البسملة وغيرها حيث ينقل فيها اقوال مشائخه الكرام وتحقيقاتهم وفوائدهم الجليلة . فكل من يتصفح ويتتبع هذا الكتاب المتقن يعرف بدون أدنى شكّ مهارته وقدرته في علم النحو. وهذا الكتاب منقسم على اربعة اجزاء . يتضمن الجزء الاول منها مبدأ الكتاب الى "فصل في ما و لا ولات وان المشبهات بليس" ،والجزء الثاني من "افعال" المقاربة الى "الحال" ،والجزء الثالث من "التمييز" الى "نوني التوكيد" ، والجزء الرابع من "ما لا ينصرف" الى اخر الكتاب
ونرى في اخر الكتاب ملحقا شعريا لشيخنا المصنف وقبله فقرة تُعرفه ونصه : قال المؤلف عفى عنه جعلت هذه الحاشية تذكارا وهديه الى حضرة شيخي واستاذي وشيخ كثير من مشائخ العالم العلامة الفقيه الصوفي محمد بن العالم النحرير المتحد اسمه بمسماه أعني الصوفي الكرنغفاريّين رحمها الله تعالى ونفعنا بهما في الدارين وتوفي شيخنا ضحوة يوم الخميس لسابع جمادى الاخيرة سنه ألف وابعمائة وخمس من الهجرة النبوية على صاحبها افضل الصلاه والسلام والتحيه ودفن بجنب صديقه العالم الفاضل الحافظ لكتاب الله القائم بتلاوته عند أوامره ونواهيه في اناء الليل واطراف النهار اعني الشيخ ابا بكر الأومجبزي والى حضرة ذلك الشيخ ايضا . وقلت في مرثية اولها : ألمت مصيبات بها الارض رجت - تكدر عيش العالمين بجمة...الخ ه وهذا الصنيع يشير الى محبته الشديدة الى شيخه ومشائخه الكرام خصوصا الى شيخه الرئيسي الكرنكباري رحمه الله. و اذا أطلق الشيخ الويلتوري في كتبه " قال شيخنا " فهو المراد
و حينما نراجع هذا الكتاب نجد وفرة مصادره المعتمدة و كثرة مراجعه المستندة ككتب الخضري والصبان والمكودي والأزهري وغيرها من الكتب النحوية الكثيرة
* الفتوحات العربية : هذا الكتاب مصدر من هذا الشيخ الجليل في فن النحو العربي . وهذا الكتاب شرح لشرح مقدمة الألفية وتحفة الوردية لما قبل البسملة . وهذا النمط نرى في العلماء القدماء كثيرا ومنهم الشيخ محمد صبان رحمه الله حيث قد كتب شرحين كبيرا وصغيرا للبسملة . وقد قام الشيخ بابا مسليار بتصنيف هذا الكتاب خلال زيارته الإمارات العربية المتحدة لحوائج بناء المقر السني في بلده ويلاتور فلم يستغرق أكثر من شهر واحد. لذلك سمى هذا الكتاب بالفتوحات العربية . وبعد هذا التصنيف قام بشرح 'اما بعد' واسمه "الرزق الرغد بشرح أما بعد" وقد نُشر هذا الكتاب مع الفتوحات المذكورة.
* الأضواء السواطع في تقريب جمع الجوامع : هذا كتاب جليل متين متقن في صعيد علم اصول الفقه ويشير هذا الكتاب الى ان له يدا طولى في فن أصول الفقه . ويلتمع هذا الكتاب على ثلاثة أجزاء ضخمة . كما هو معروف ومشهور لدى الجميع من اهل العلم ان كتاب جمع الجوامع له شروح وحواش عديدة منها شرح الامام العلامة المحقق الجلال شمس الدين محمد بن احمد المحلي الشافعي . وله بين هذه الشروح مكانة رفيعة لكن اشتهر باسم شرح جمع الجوامع . فقال الشيخ الويلتوري في مقدمته : اعلم ان في خط شيخنا المرحوم محمد بن صوفي الكرنكفاري ما نصه وفي نسخة قلمية تسمية الشرح بالبروق اللوامع في شرح جمع الجوامع.ه
ثم يسرد مراجعه و مصادره لهذه الحاشية القيمة البالغ عددها أكثر من عشرين كتابا للعظماء النحارير في هذا المجال. ثم قال الشيخ الويلتوري : وسميتها الاضواء السواطع في تقريب جمع الجوامع مشيرا بحروفه المعجمة الى عام الشروع في التاليف..ه
يتضمن الجزء الاول من هذا الكتاب أبواب الكلام في المقدمات ، والكتاب الاول في الكتاب ومباحث الاقوال، والحروف ،والعام لفظ يستغرق الصالح له ،و ما بينها كما يتضمن الجزء الثاني منه : التخصيص والمخصص, والكتاب الثاني في السنة ، والكتاب الثالث في الاجماع ، والكتاب الرابع في القياس وما بينها الى اخر الكتاب
* تدارك الغواية بخلاصة الهداية مع شرحه تحريك الرغبة الى الحكمة من الطلبة : هذا المصنف الجليل يشير الى تبحره وتمهره في علم الحكمة والفلسفة. ولهذين الكتابين لشيخنا الويلتوري رحمه الله مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة عند طلاب الحكمة والفلسفة. قبل الشروع في شرح الكتاب قام بمقدمة طويلة موضحة تاريخ هذا الفن و مسهلة لطلاب والمبتدئين في هذا المجال و مكافحة عن أقاويل و اتهامات و شبهات أعداء عقيدة الاسلام . ويقول في مقدمته : فهذا شرح تدارك الغواية الذي التقطته من كتاب الهداية للمحقق الفاضل اثير الدين مفضل بن عمر الابهري سميته "تحريك الرغبة الى الحكمة من الطلبة" مشيرا بمعجم صدره الى عام التأليف .ه
ونجد في آخر ورقته مراجعه : الهداية للمحقق الفاضل اثير الدين مفضل بن عمر الابهري و شرح الهداية للعلامة الفاضل حسين بن معين الدين الميبذي و الهدية السعيدية في الحكمة الطبيعية للشيخ محمد فضل الحق الحنفي ..و يطول هذا الجدول
* الفلسفة الغريبة : هذا الكتاب شرح منظومته : " عظمة الصلاة " . يبحث عن مواقف الصلاة وعقليتها بواسطة علم الحكمة الإسلامي .
* المقاصد السنية بشرح المقدمة الجزرية : كما صنف شيخنا الويلتوري في سائر الفنون العلمية صنف في علم التجويد كتابا : المقاصد السنية بشرح المقدمة الجزرية . كان عندما يبدأ تدريس كتب التفاسير يأمر أحد طلابه لقراءة الحصة المعينة المدروسة في ذلك اليوم حتى يصحح أخطاء التلاوة ويزودهم بمسائل علم التجويد . فلهذا العلم شرف عظيم بانه متعلق بتلاوة كلام الله جل وعلا. و المقدمة الجزرية أشهر وأحسن كتب في هذا المجال . وهي منظومة . و شرحها الدقائق المحكمة في شرح المقدمة. فشرح شيخنا الويلتوري أقواله و أوضح ألفاظه بهذا المصنف الجليل
قال في مقدمته : .....هذه تعليقات خدمت بها الدقائق المحكمة للامام شيخ الاسلام ابي يحيى زكريا بن محمد ابن زكريا الانصاري وتصدينا لخدمة شرحها لان خدمته ترجع لخدمة كتاب الله العظيم..الخ ثم يبين إسناده في القراءة المتصل الى شيخ القراء الامام الجزري مصنف منظومة المقدمة الجزرية. ثم يقوم بتوضيح مسائل التجويد ، ما هو علم التجويد وما اهميته
*الزبرجد الاخضر في مسلسل الحديث الانور : من المعلوم لدى الجميع أن للإسناد أهمية بالغة في دين الإسلام. فشيخنا الويلتوري أتى في مصنفاته إسناده المتصل في ذلك الفن. بل صنف كتابين في هذا الشأن . منها الزبرجد الاخضر في مسلسل الحديث الانور .
يقول الشيخ الويلتوري في مقدمته : أما بعد فهذه رسالة وجيزة مشتملة على أربعين حديثا من الأحاديث المسلسلة بالأسانيد المختلفة وأربعين حديثا بإسناد واحد مسلسل بالسادة الأشراف وخاتمة انتخبتها من العقود اللؤلؤية للعلامة السيد محمد بن السيد علوي المالكي ومن الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين ومن الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين وهو أربعون حديثا مرويا من جهة الرؤيا له صلي اله عليه وسلم أو مشاهدة روحه الكريمة ومن النوادر من أحاديث سيد الأوائل والأواخر وهي أحاديث نادرة من مسند الجن أو الخضر أو المعمرين المختلف في صحبتهم وهذه الثلاثة للشيخ الإمام المحدث أحمد المعروف بولي الله الدهلوي بن عبد الرحيم ومن العجالة في الاحاديث المسلسلة للعلامة الشيخ أبي الفيض محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني ومن ثبت الشيخ العلامة محمد عبد القادر الكلوي المدراسي ومن غيرها وسميتها الزبرجد الأخضر في مسلسل الحديث الأنور مشيرا بمعجم صدره لعام الشروع في التصنيف وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب...الخ
بعد المقدمات يشرع في إيراد الأسانيد أولها المسلسل بالأولية : وهي تشتمل على أسانيده الى النبي صلى الله عليه وسلم في عدة طرق .و هكذا يورد المسلسلات : المسلسل بقول اني احبك ،والمسلسل بقول يرحم الله فلانا ،والمسلسل بالمصافحة ، والمسلسل بالمشابكة.....الى أربعين بل ثمانية وأربعين مسلسلا بالضبط . أثناء هذه الأسانيد حاول بيان بعض النكات والفوائد المرتبطة بها
* إيثار الأثبات في الإسناد للإثبات : جمع في هذا المصنف إسناده في كتبه التي تلقاها من أساتذته الكرام على تنوع تلقي الإسنادات . و في بداية مقدمته يعرف نفسه : بسم الله الرحمن الرحيم حمد ا لمن أجاز الأنام في تحقيق المعقولات وأمرهم بتعلم المنقولات وصلاة وسلاما على سيدنا محمد منتهى الأسانيد الذي اختصت أمته بتمييز المراسيل والمسانيد وعلى آله وصحبه قدوة الأمة وسند الأئمة أما بعد فيقول الفقير إلى مولاه القدير أبو محمد القادري الويلتوري المليباري المسمى بسيدالكتي المدعو بباوا مسليار ابن العالم الحاج سيدالكتي المدعو بمانو حاج ابن المرحوم الحاج سيدال الذي توفي في السفينة حين رجوعه من مكة بعد أداء النسك وأن ابنه المذكور العالم سيد الكتي المدعو مانو حاج جنين في بطن أمه وكذلك ابنه المذكور مانو حاج توفي وابنه هذا الفقير باوا مسليار جنين في بطن الوالدة خديجة الحاجة رحمهم الله تعالى ووقى هذا الفقير وأصوله وفروعه نسبا وعلما وسائر أحبابه عن الأشرار
ثم يسرد جدول أسماء أساتذته العضماء الفضلاء والفنون التي تلقاها منهم بالإضافة إلى أسماء مشائخه المجيزين له إجازات تصوفية . ثم يشرع في صلب المقال بذكر إسناده في القرآن الشريف فكتب الأحاديث النبوية المختلفة فعلوم التفسير والقرآن فكتب العقائد فغيرها من كتبه المدروسة الغزيرة . ثم يقول بعد هذه ثم اعلم ان لنا اتصالا ببعض كتب الأثبات فمن جملته فهرس الفهارس والاثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات للحافظ المؤرخ المحدث محمد عبد الهادي ابن عبد الكريم الكتاني الفاسي توفي سنة ١٣٨٢ . ويطول هذا الجدول الى آخر الكتاب الذي أتى بشعر مناسب : اولئك ابائي فأرجو بحقهم - من الله توفيق الأمور العلية.ه
* للشيخ مصنف في علم العروض والقوافي وهو التبيين الشافي على متن الكافي. بصفة أنه كان شاعرا مفلقا عبقريا كان عالما بفن الشعر و بفن قرض الشعر فصنف في علم العروض والقافية كتابا مستقلا. في مقدمته يقول : اما بعد فهذا شرح واف وتبيين شاف على تأليف كاف شهير بمتن الكافي في علمي العروض والقوافي للعلامة ابي العباس احمد بن شعيب ملتقط من الحاشيتين للعلامة السيد محمد الدمنهوري القنائي الشافعي الصغرى الموسومة بالمختصر الشافي على متن الكافي والكبرى المسماة بالارشاد الشافي على متن الكافي ومن محيط الدائرة لكرنيوليوس اليسوعي وحاشيته للسيد مختار الله ميرك شاه الكشميري ومن مختصر في العروض للامام الحسن بن محمد الصاغاني ومن تحقيقه للعلامة يوسف على بديوي ومن غيرها وسميته التبيين الشافي على متن الكافي مشيرا بمعجم حروفه لعام الشروع في التأليف ...الخ. ثم يشرع شيخنا الويلتوري في شرح المتن
* العقائد السنية ببيان الطريقة الأشعرية بشرح الاوجَز المختصر في الكلام المعتبر : يقول في مقدمته : فلما كان كلما يرى ويسمع للعلم والعبادة حق للعبد أن لا يتعب إلا لهما فانحصر مقصوده في ثلاثة علوم العقائد والتصوف والفقه وقد أكثر فيها مشايخنا مختصرات ومطولات جزاهم الله خيرا إلا أن أكثر كتب العقائد المتداولة بيننا غير كافية لأبناء هذا الزمان لما شاع من تلبيس أهل الخذلان فإنهم كما قيل بزمانهم أشبه منهم بآبائهم إذ وقفت على رسالة وضعها الشيخ طاهر بن صالح الجزائري وسماها الجواهر الكلامية في إيضاح العقائد الإسلامية فهي أوفق بهم لما فيها من جميع أركان الإيمان إلا أن فيها مسائل غير لائقة بالمختصرات فالتقطت منها مقاصد وأضفت إليها زوائد فنظمتها ليسهل للطلاب حفظها وسميتها الأوجز المختصر في الكلام المعتبر ثم شرحته وحليته بالأدلة المهمة وسميته العقائد السنية ببيان الطريقة الأشعرية مشيرا لعام التأليف وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.ه
* بيان الحق في طلب المعونة من الخلق : في هذا الكتاب يقول عن جواز التوسل والاستغاثة بالأنبياء والأولياء مع ادلة الايات القرانية والاحاديث النبوية ومنقولات الائمه الاعلام. وهذا المصنف مفيد جدا للعلماء والمتعلمين ويتميز ببساطته وإتقانه وبيان حقائق العبادة والإطاعة والتوحيد والشرك والدعاء وغيرها . وألحق في منهج دراسي لبعض الدروس . و أهداه الى ذكرى المرحوم الشيخ قامع البدعة إي كي حسن مسليار مع أنه ألحق بآخره رثاء جميلا متقنا على المهدى عليه . و له كتاب آخر في المواضيع الخلافيات المتعلقة بالفقه : إعلان حقيقة التقليد والاجتهاد . لكن لم أجد عنه معلومات كثيرة .
* الأدلة القواطع : يثبت هذا الكتاب موقف أهل السنة والجماعة ويرد غيره الذين يجيزون ترجمة خطبة الجمعة وتوابعها . ومن الجدير بالذكر أن محرر هذا الكتاب هو الشيخ العلامة إي كي حسن مسليار . و له في نفس هذا الموضوع كتاب آخر : تحذير الطلبة . على الرغم من أن هذا الكتاب محتو على مسائل الأدلة القواطع يتميز بإثرائه بمسائل أكثر وبترتيب المواضيع .
* هدايه الموفقين الى صراط المستقيم : هذا الكتاب متمتع بمكانة عالية في مجال المسائل العقائدية . يثبت هذا الكتاب دعاوي ومزاعم جهالات الفرق اللامذهبية .
و في المسائل العقائدية له كتب أخرى ك"الأبحاث الاسلامية" التي تنقد أقاويل الميرزاغلام القادياني.
علم الفقه :
كان للشيخ مهارة عميقة في علم الفقه. وكان له النظر والسيطرة على قسم السؤال والجواب من مجلة " المبارك" زهاء خمس سنوات. وبعد ذلك ترجم الشيخ نفسه تلك الفتاوي إلى اللغة العربية . وكان في منظمة سَمَستا من الفقهاء الرسميين . وفي هذا الصدد صنف بعض الكتب . منها " علم الفقه في المذهب الشافعي " الذي صنفه في لغة مليالم المتضمن على ٥٥٨ صحفات . وهذا الكتاب يقوم كمصدر متقن للمعلمين والمتعلمين . ويشرح فيه مكانة علم الفقه وتهذيبه ومسائل الصلاة وحكمتها بما فيه بيان المسائل المعتمدة الفقهية في المذهب مع أدلة القران الكريم والاحاديث النبوية . وهذا الكتاب ثمين جدا لانه يبحث بحثا نقديا عن المواد الخلافيات بين السنيين والفرق الضالة كمباحث القنوت في الصبح والدعاء الجماعي بعد المكتوبات وترجمة الخطبة والاعمال للميت ووضع اليدين تحت الصدر وغيرها
القسم الأول من هذا الكتاب يبلغ الى الأعمال الجنائزية ، وأهداه الشيخ الى تذكار والدته المرحومة. و ألحق بآخره مرثيتها التي نظمها شيخه الترنغالي
وله في هذا الفن كتابان متعلقان بالفرائض أولهما قطع الأوهام في توريث ذوي الأرحام و الثاني المفاتح الوهبية. قد كتب لهذا الكتاب تقريرا جميلا شيخه سيدالي مسليار وأهداه إلى تذكار شيخهم كنجي أحمد مسليار الايرومبالشيري
وراء تصنيف قطع الأوهام خلفية واقعية : حينما يقوم العلامة الننمبري تلميذ الشيخ الكرنغافاري في بلدة تانور جائه أحد سائلا : مات أحد من أسرتي - و كان له علاقة ذوي الأرحام بهذا السائل - فهل لي أستحق إرثه ؟ فأجاب بأن له الإرث . لكن قال أحد من المدرسين في بلد السائل بأنه لا يستحق الإرث . فعاد ذلك السائل حزينا الى الشيخ الننمبري . وفي ذلك الوقت نفسه جاءهما الشيخ الكرنغافاري فأفتى كما قال الشيخ الننمبري بلا شك .ولكن لم يسلم ذلك ذلك المدرس . أخيرا رُفع هذا الخلاف الى العالم العلامة عبد الرحمن مسليار المشهور بالعروس فأفتى كما أفتى الشيخان بأنه مستحق للإرث ووقّع على ذلك الفتوى موافقا له .فاعتذر المدرس بأنه أخذ هذه المسئلة من كتاب الفرائض المحمدية . فقال الكرنغافاري : ذلك خطأ واقع في ذلك الكتاب . بعد هذه الوقائع ذكر الشيخ الكرنغافاري تلميذه باوا مسليار عن ذلك الخطأ . فأزمع على تصنيف كتاب بتصويبه و تحسينه وشرحه . وذلك الكتاب هو "قطع الأوهام" .
المراثي : كان الشيخ الويلتوري شاعرا مفلقا مبدعا و قرض أشعارا عديدة . وكلها يسلط الضوء على عبقريته في الفن اللغوي . وكان يتحرى لاستخدام أليق كلمات وأنسب تعبيرات . وكانت له منذ زمن دراسته علاقة وثيقة بهذا المجال الشعري . فكتب مراسلات شعرية كثيرة الى شركائه و ردوها كذلك بمراسلات شعرية
حينما توفي شيخه الفانغي رحمه الله الذي تأثر به تلميذه الشيخ الويلتوري تأثرا بالغا تفجرت من قلبه الحزين مرثية جميلة . هذه كانت أول ما كتب بصورة الشعر المنتظم. بعد ذلك قرض أشعارا كثيرة في هذا الصدد أي الرثاء
ومن مراثيه :
رثاء الشيخ الفاضل إي وي محمد بن حسن مسليار الشهير ببابُّ مسليار الجابنغادي رحمه الله .مستهله :
ما لي أرى دار أيتام كحيران - كأنما جنّنت من مس شيطان
وارتج جامعة نورية ببكا - خنساء تنسى به صخرا كسكران
بينما يبين ذكرى الشيخ الجفني المرحوم بتعابير جميلة و كلمات أنيقة و ترتيبات رشيقة وبتقديم المعاني المبدعة يأتي بحساب الجمل في بيت :
لغاب قمر هداية فهاك به - ارخ الوفاة كذا هني بغفران
فمجموع : " لغاب قمر هداية " ١٣٩٨ ، كما أن مجموع "هني بغفران" أيضا ١٣٩٨
وهو يشير الى تاريخ وفاة المرثي له ، و في هذه المرثية الطويلة حسابات الجمل غيرها
ومنها مرثية الأستاذ الشيخ بيران كوتي المرحوم الراحل الى رحمة ربه الكريم . و مبدؤه :
الا انما الدنيا سراب الهواجر - يخيل للضمآن ماء بخاطر
كسائري مراثيه أتى بحساب الجمل في البيت الآتي :
تصادفه أهل السلام برحمة - يقولون لا تحزن وابشر وباهر
و من مراثيه : رثاء المرحوم الفقيد العلامة الباقوي عبد الله مسليار لرابع المحرم من سنه 1422 غفر الله له وجمعنا معه في دار الامان . و مستهله :
آه تخيمت الأوجاع احشانا - ان تؤنسنا نعماء دنيانا
مالي ارى كل انسان بدهشته - كجند ابرهة يفر خزيانا
و من مراثيه : رثاء السيد الفقيد الاعدل الشهير بأويلت عبد القادر الاهدل ابن السيد محمد خواجه المتوفى لسابع الربيع الاخر. مبدأه :
يموت كل الناس دون محال - تفدى المنايا كل اهل جمال
والموت ان يقصد لشخص فجاة - يرميه بالاسقام ذات عضال
ومن مراثيه رثاء الشيخ العلامة الفاضل الفقيد الباقوي العامل الكامل الشهير ب آر عبد القادر الاستاذ المتوفي للتاسع ذي القعدة. مبدأه :
مالي ارى كل احباب باحزان - لا ينظرون الى يسر وأيمان
تسارعوا كلهم نحو الشمال بلا - صبر فما بخلت بالدمع عينان
ومن مراثيه رثاء الصديق ابي بكر الصديق الاحسني المتوفى ليله السبت 29 من الصفر سنة ١٤٢٣. مبدأه :
يموت هذا الدهر كل رجال - لا يتركنّ سدى لاهل جمال
لا شك ان من المصيبة فرقة - لرفيقنا الصديق اهل كمال
ومن مراثيه رثاء العالم الفاضل الشهير بحسن مسليار الفوكاتيري المتوفى ليلة السبت التاسعة من شوال سنة 1426 من الهجر النبوية. مبدؤه :
أ طلابنا لِمْ ذا اراكم بحيرة - بداتم دروسا بعد إدبار عطلة
يعود اليكم بعد عيد مبارك - بأعمال حج مثل نحر الضحية
ومن مراثيه رثاء الاخ العالم الفاضل الألمعي الباسل المسمى ابا البشرى كنجين مسليار المونيوري . مبدؤه :
ايا دهر قد اوجعتنا بمصيبة - تحير كل السامعين بفجأة
صببت علينا اليوم كل ملمة - لو انصب في يوم لعاد كليلة
و هكذا جداول مراثيه يطول بجمالياتها البلاغية والإبداعية .و في كل شعر سجل تاريخ وفياتهم بحساب الجمل
التوسلات بأهل بدر رضي الله عنهم :
كثير من العلماء نظموا الأشعار والقصائد التوسلية بأهل بدر رضي الله عنهم . ومن أشهرها البدرية الهمزية. ولشيخنا بابا مصليار اربع قصائد في هذا الصدد
اولها غارة النصر في التوسل بأهل بدر . والثاني مفتاح الظفر والمجد في التوسل بأصحاب بدر وأحد. يحتوي هذه البدرية على ألف بيت و بيت . هذه القصيدة حسب الحروف العربية مترتبة على قصيدة العشرة المبشرين والمهاجرين والخزرجين والأوسيين ثم أسماء الأحديين بالإضافة إلى الأنبياء والأولياء حتى يتوسل بهم الشاعر . قام الشيخ باوا مسليار بتصنيف هذا الكتاب المتوسل به إلى الله تعالى لحصول السلامة من كربة . و بمقدمته ألحق سِير البدريين رضي الله عنهم و مكانتهم العالية ومعلومات نفيسة حولهم. والثالث البدرية الستينية : وهذه القصيدة تساعد قرائها على حفظها بصغر حجمها و ذكر أسماء البدريين . والرابع سلالم آل الظفر في التوسل بأهل النصر ، هذه القصيدة مترتبة على الأسماء الحسنى والأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم والبدريين والأحديين
For further reading:
BADRIYYA BOOK STALL, KOTTAKKALMOB NO:+91 8590843401
In the glorious and exciting world of languages and literatures, Arabic literature has secured a concrete footing due to the marvellous nature of the works produced in its field. " Adab" is the Arabic term that denotes literature. Derived from the meaning of etiquette, it implies politeness, culture and enrichment. A Semitic language spoken by around 150 million people, its role and importance in the world culture and civilization is notable. Arabic literature opens up a plethora of literary works. A fascinating fact to be mentioned is the contributions of the non - Arabic writers in expanding the knowledge base of this literature. The Arabic language has a marked presence in India, especially the Southern peninsular region, due to the active trade relations that the Arabs maintained with India. This has contributed to the rise of Arabic writers here as well. One among the many prominent figures is Vailathoor Bava Musliyar
A dynamic and terrific writer who has produced a good deal of works in the Arabic language, which remains to be explored yet, Musliyar's contribution to Arab literature can never be understated. Some of his important works are Al-Alwa'u Sawatweea Litahqiqi Jami'il Jawami', Thalmeehul Fawa'idi Nahwiyyah Fee Bayani al Hawashil Alfiyyah, Al Ara'isu Raliyyah Ala Nafa'isil Irtuliyyah, Al fatuhatul Arabiyyah fil Basmalatil Kitabiyya, Tamreenul Adabi Bi Insha'il Arabi, Al Falsafatul Garib Fee Arkani Al Munajati al Ajiba, Al-mafatihul Wahbiyya Ala Fara'ilil Muhammadiyya, and so on His works deploy timely rhetoric and poetic devices, exploring the themes such as Philosophy, theology, jurisprudence, biography, linguistics, rhetoric, logic, etc...he has experimented with different genres like maulids, aurads, auxiliary works, marsiyyath and others. He has authored around fifty books ranging from poems to prose. Despite his rigorous input in the growth of Arab literature, his works remain unexplored in the academic domain, lacking any active engagement and discourses. There is a need to look into his works from different vantage points of language and literature whilst contextualizing his life. In this conference, we attempt to explore the sam
The two day national conference invites papers form students and Research Scholars at national level. The authors are invited to submit original, unpublished Research papers on related themes and sub-themes. The submitted papers will be subjected to review by experts and only the selected papers will be considered for presentation during the conferenc
✓ The jurisprudence literature in Kerala with special reference to the contributions of Bava Musliyar Vailatur
✓ Poetry in the twenty-first century in Kerala, with special reference to Bava Musliyar Vailatur
✓ Prophetic eulogy and elegy: genesis and development in Kerala
✓ Contributions of Bava Musliyar Vailatur to the Development of Arabic Language, Syntax and Morphology.
✓ Mawalid literature and its development in Kerala focused on moulids of Bava Musliyar Vailatur, its style and content.
✓ Life of Bava Musliyar Vailatur in teaching and literary scenario.
✓ Traditional dars system in Kerala and its impact on Bava Musliyar.
✓ Elegies written by Bava Musliyar Vailatur, Analytical or Critical Study
✓ Books written in Arabic rhetoric in Kerala and contributions of Bava Musliyar Vailatur.
✓ Role of Bava Musliyar n the development of Sufi literature in Kerala
✓ Al Jummal calculations in the compilations of Bava Musliyar Vailatur
✓ Bava Musliyar Vailatur as a great teacher
✓ Contributions of Bava Musliyar Vailatur in Philosophy
Abstract Submission
5th January 2023
Acceptance notification
7th January 2023
Full Paper Submission
20th January 2023
Conference Date
27,28 January 20233
1. word Limit:-
Abstract : up to 200 words
Full paper: 3000-5000 words
2. Font : Times New Roman
Font size : 12
Line spacing: 1.5
3. The full paper should include but not limited to Abstract, keywords, introduction, methodology, conclusion and References
4. Author details : Full name, designation, Affiliation,
phone number and email id should the provided
on the first page of the manuscrip
5. Abstracts & Papers should be emailed to -
seminaronbavausthad@gmail.com